الانعكاس في الفن

single

 

 المنظور واتجاه الرؤية عنصرين من أهم عناصر الفن، ومن هنا كانت المرآة من الأشياء التي اهتم فيها الفنانون المتمكنون على مرّ العصور وفي مختلف المدارس، ترمز المرآة للحقيقة كما قد تكون أيضًا سبيلًا للرؤية.

 

A Bar at the Folies-Bergère - Wikipedia

حانة فولي بيرجير لإدوار مانيه، 1882، معهد كورتو للفن، لندن

 

من روّاد نظرية الضوء والمنظور والخداعية الفنان الكبير يان فان آيك، الذي يبدع لنا في هذا العمل درجة غير مسبوقة من دقة التفاصيل وضبط الانعكاس في بورتريه أرنولفيني. نرى في الخلفية مرآة محدبة بها كل تفاصيل اللوحة مثل المصابيح وأركان الفراش، وحتى الثمرة الموضوعة على النافذة، كما يراعي الفنان تحديب المرأة في كل الانعكاسات. 

بورتريه أرنولفيني، 1434، يان فان آيك 

المعرض الوطني، لندن

 

 

من أجمل الأعمال الفنية التي صورت المرآة المحدبة أيضًا بورتريه بارميجيانينو الذاتي والذي بشكل ملحوظ يتأثر بمرآة يان فان آيك. 

بورتريه شخصي في مرآة محدبة، 1524، بارميجيانينو

متحف كونست هيستوريشس (تاريخ الفن)، فيينا

 

من أعظم الأعمال التي يُظهر فيها الفنان مهارة عالية في رسم الانعكاسات وضبط زواياها، لوحة "الوصيفات" (لاس مينيناس) لدييغو فيلاسكيز. حيث نرى الفنان يصوّر ظهور الزوجان الملك والملكة انعكاس بالمرآة آخر الغرفة فقط، فهي كأنها ثلاثة لوحات في لوحة واحدة، كل منها يعتمد على اتجاه الرؤية والانعكاس ومنها ما يراه الناظر وما يتخيله. 

الوصيفات، 1656، دييغو فيلاسكيز

متحف برادو، مدريد

 

 أخذت مدارس الفن الحديثة المرآة في اتجاه آخر، فنرى الفنان إم سي إيشر متأثرًا بلوحة بارماجيانينو ولكنه ركز على التفاصيل الهندسية والبصرية أكثر من الواقعية في رسم العناصر. وهي خطوة مبنية على خداعية فان آيك، غير أن فان آيك كانت خداعيته معنية بالواقعية الشديدة، أما إم سي إيشر فقد اتخذ الخداعية أداة لإبراز التفاوت بين البصر والواقع، وهذا نهجه في كل أعماله تقريبًا، وأشهرها "النسبية" التي رسمها عام 1953م. 

 

يد تحمل كرة عاكسة، 1953، إم سي إيشر 

طباعة حجرية

 

 

 

من أشهر اللوحات الحديثة التي اتخذت المرآة عنصرًا لإبراز مغزاها لوحة الانعكاس المستحيل للفنان ماغريت حيث نرى المرآة تكرر الناظر إليها بدلًا من أن تظهر انعكاسه، في حين ينعكس الكتاب بجواره كالمعتاد، مما يلفت النظر إلى مفارقة التماثل والانعكاس. 

الانعكاس المستحيل، 1937، لرينيه ماغريت 

متحف بوييمانز فان بيونينغن، روتردام، هولندا

 

تظهر المرايا أيضًا براعة الفنان في تصوير المنظور والانعكاسات وعمق الصورة وأروع الأمثلة على ذلك لوحة الكرة الفضية للفنان هربرت دافيس ريختر.

تأملات في الكرة الفضيّة، 1932، هربرت دافيس ريختر

المنشورات ذات الصلة

featured
Sart
Sart
·24-01-2024

زهور آندي وارهول

featured
Sart
Sart
·05-02-2024

حذاء فان غوخ

featured
Sart
Sart
·05-02-2024

الفنّ التكعيبي

featured
Sart
Sart
·13-02-2024

العين ودلالات الروح